بحث شامل حول الهدر المدرسي
شهد القلوب :: شهد الأدبية :: المكتبة
صفحة 1 من اصل 1
بحث شامل حول الهدر المدرسي
من طرف عبير الروح الجمعة 23 مارس 2012, 11:31 pm
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بحث شامل حول الهدر المدرسي
الهدر لغة :
الهدر : ما يبطل من دم وغيره . هدر يهدر , بالكسر , ويهدر , بالضم ,هدرا وهدرا , بفتح الدال , أي بطل . وهدرته والسلطان : أبطله وأباحه . ودماؤهم هدر بينهم أي مهدرة قوله أي مهدرة عبارة القاموس مهدرة مبنيا للمفعول محذوف المثناه الفوقية وتهادر القوم : أهدروا دماءهم . وذهب دم فلان هدرا وهدرا بالتحريك , أي باطلا وفي الحديث : أن رجلا عض يد أخر فندر سنه فأهدره أي أبطله وفي الحديث : من اطلع في دار بغير إذن فقد هدرت عينه أي إن فقؤوها ذهبت باطلة لا قصاص فيها ولا دية .
هذا المصطلح في الأصل ينتمي إلى قاموس الاقتصاد , إلا أنه دخل المجال التربوي من منطلق أن التربية أصبحت تعد من أهم نشاطات الاستثمار الاقتصادي .(ابن منظور،2003، 257).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الهدر المدرسي (الهدر التربوي ) :
الهدر المدرسي من المصطلحات الفضفاضة التي يصعب تحديدها لاعتبارات عدة منها :
تعدد المسميات لنفس المفهوم واختلاف الكتابات التربوية في المنطلقات الذي يوصل إلى الاختلاف في فهم الظواهر وبالتالي الاختلاف في توظيف المصطلح .
أحيانا نتحدث عن الهدر المدرسي ونعني به التسرب الذي يحصل في مسيرة الطفل الدراسية التي تتوقف في مرحلة معينة دون أن يستكمل دراسته.
لكن نفس الظاهرة يرد الحديث عنها في كتابات بعض التربويين بالفشل الدراسي الذي يرتبط لدى أغلبهم بالتعثر الدراسي الموازي إجرائيا للتأخر. كما تتحدث مصادر أخرى عن التخلف و اللاتكيف الدراسيين وكثير من المفاهيم التي تعمل في سبيل جعل سوسيولوجي التربية أداة لوضع الملمس على الأسباب الداخلية للمؤسسة التربوية من خلال إنتاجها اللامساواة.
وبشكل أدق الهدر المدرسي هو نتيجة ضعف مردودية المنظومة التعليمة وذلك بعجز المنظومة التعليمية عن الاحتفاظ بجميع الملتحقين بها لإتمام دراستهم حيث يحدث الانقطاع الدراسي.(العرض التربوي،2008، 1).
ويقصد بالإهدار في التعليم: تلك الجهود الفكرية والمادية المبذولة في الحقل التعليمي دون تحقيق الأهداف الموضوعة لها بصورة كاملة من الناحيتين الكمية والكيفية .(المطوع،1987، 192).
وفي مفهومة البسيط هو الخسارة (الفاقد) التي تنتج عن رسوب وتسرب وإعادة الطلبة في النظام التعليمي.
ونظراً لأن الإهدار التربوي ظاهرة يمكن أن يتحدث عنها في أي نظام تعليمي .فقد دعى ذلك بعض المتخصصين في هذا المجال والمهتمين به إلى القول بأن "الإهدار التربوي مشكلة عالمية"
ويمثل الإهدار التربوي في الدول العربية قضية أساسية ويشكل قوة مدمرة للكفاية الداخلية لهذه الأنظمة وللجهود المبذولة لتطويرها .(أبو كليلة،2001، 89،90).
والتسرب هو انقطاع الطالب عن المدرسة انقطاعا نهائيا قبل أن يتم المرحلة الإلزامية وهذه الظاهرة تبدو في الريف والبيئة البدوية أكثر منها في البيئة الحضرية وأن كانت أخذت في التناقص يوما بعد يوم بسبب انتشار التعليم وازدياد الوعي الثقافي والاجتماعي بين أفراد المجتمع" .(الدويك، 1998،110).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
والفاقد له جوانب معروفة من أهمها:
التسرب والرسوب والإعادة وتدني المستوى التحصيلي وارتفاع معدلات التكلفة لكل تلميذ وعدم الاستفادة الكاملة من اقتصاديات الحجم في المدرسة.(المطوع،1987، 192).
عوامل الهدر المدرسي:
تتنوع الأسباب المسئولة عن ظاهرة الهدر المدرسي وتختلف باختلاف الإفراد والمجتمعات ويمكن تصنيف هذه العوامل كما ذكرها.(الداوود،2010)إلى:
- عوامل ذاتية مرتبطة ببنية شخصية الفرد وسماته الخاصة يمكن تفصيلها على النحو التالي:
• عوامل بيولوجية و فيزلوجية : وقد تم الاهتمام كثيرا بهذه العوامل ومالها من أثار سلبية على مستوى التوافق الدراسي ومنها (الإعاقة – نقص التغذية – ضعف البصر أو السمع – قلة الافرزات الهرمونية للغدد أو كثرتها ........إلخ) .
• عوامل انفعالية : وتظهر على شكل توترات – القلق – الخجل – الخوف – الشعور بالنقص، الشيء الذي يودي بالمتعلم إلى الشعور بعدم الثقة بالنفس , مما يجعله يفقد كا رغبة في التحصيل الدراسي وتنمية التأخر الدراسي له وبالتالي الانقطاع عن الدراسة .
• عامل الذكاء : من المعتقد أن التلميذ الذكي يكون متفوقا دراسيا والعكس صحيح غير أن الدراسات برهنت على ضرورة التحفظ في هذا الاعتقاد : فالتلميذ الذكي لا يمكن له التنبؤ له حتما بالتفوق الدراسي غير أن هذا لا يمنع القول أن الضعف العقلي وانخفاض مستوى الذكاء العام يؤدي حتما إلى انخفاض مستوى التحصيل .
- عوامل بيداغوجية تربوية : مرتبطة بأنماط العلاقة التربوية وأنواع طرائق التدريس والبرامج المدرسية ، حيث تلعب المناهج المدرسية دورا هاما في شد وجذب التلميذ للمدرسة أو انصرافه عنها، فبرامجنا مازالت تعتمد على الناحية النظرية والمعرفية المجردة لأطفال لا يجدون ذواتهم في ما هو نظري بل يتفاعلون مع البرامج التي تقوم أساسا على ما هو عملي – تطبيقي – محلي – واقعي . كما تلعب الأساليب والعلاقات التربوية السليمة والشروط التعليمية والتربوية المناسبة ومواصفات الأستاذ ( الخبير ) دورا هاما في محاربة ظاهرة الهدر المدرسي بتجلياتها المختلفة .
- عوامل اقتصادية :ترتبط ببنية الاجتماعية والاقتصادية المحددة لوظيفة ودور المدرسة في المجتمع وهي تلك العوامل التي ترتبط بقدرة العائلة على الاعتماد على نفسها، وعدم الاعتماد على الطالب في النهوض بأعبائها، كما أن العوامل الاقتصادية تشمل انخفاض المستويات المعيشية وأنماط الاقتصاد السائدة، والحاجة إلى الطلاب كقوى عاملة.
- عوامل أسرية : التفكك الأسري واختلاف أنماط التربية بين الأبوين –اشتغال الأبوين – ضعف المستوى الثقافي للأسرة ...فالأسرة المحرومة من أبسط أشكال الثقافة والتي يشيع فيها الجهل لا توفر لأبنائها جو سليما يساعدهم على الاستذكار والاستيعاب كما يلعب المستوى الاقتصادي للأسرة دورا هاما في توفير الظروف المناسبة للتحصيل الدراسي والنجاح .
- عوامل ثقافية : ترتبط بنظرة المجتمع إلى المدرسة وعملية التمدرس ،حيث تراها بعض الأسر أنها وكالة لتكسير بعض التقاليد الاجتماعية ومحاربتها مقابل نشر تقاليد أخرى لا تتناسب وثقافة المجتمع الشيء الذي يودي إلى عدم الاقتناع بعملية التمدرس بصفة عامة أو انقطاع التلميذ أو التلميذة لدى وصوله إلى مستوى دراسي معين أو مرحلة عمرية معينة .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أسباب الهدر المدرسي:
هناك أسباب للفاقد في التربية منها:
1- التسرب من المحلة الابتدائية ، بمعنى عدم مواصلة التلاميذ للدراسة حتى نهاية المرحلة الابتدائية ، وهذا يعني أنه حتى لو تحقق مبدأ تعميم التعليم الابتدائي لجميع الأطفال فإن هناك عدداً من الأطفال لن يستفيدوا من هذا التعليم، وتتفاوت حده أسباب التسرب من حيث درجة تأثيرها على الطالب المتسرب، منها ما تكون أسباب رئيسية لها تأثيرا قويا ومباشرا وتلعب دورا حاسما في عملية التسرب، وبعضها الأخر يكون تأثيرها ثانوي ومؤثر، وأسباب أخرى ليس لها أي تأثير يذكر.(وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية.(2005،22) .
كما إن العوامل التعليمية المسببة للتسرب هي أكثر من غيرها ممثلة في المعلم ، والمتعلم ، والأهداف ، ومحتوى المنهج المدرسي ، والوسائل التعليمية ،وطرائق التدريس ،والتقويم والإدارة المدرسية ، والمبنى المدرسي .( عبد الوهاب، 1428،4).
2- الفاقد في تعليم الكبار، ويقصد به انقطاع عدد كبير من الدارسين في فصول محو الأمية ، ولا شك أن انتظام الدراسة في هذه الفصول يحتاج إلى جهود عدة من مؤسسات كالوزارات والجامعات والشركات.
3- الفاقد الناتج عن سوء اختيار التعليم المناسب، هناك بعض التلاميذ تمكنهم قدراتهم العقلية ونتائجهم في الشهادات العامة كالإعدادية والثانوية من متابعة التعليم الأكاديمي ولكنهم يتجهون إلى نوع معين من التعليم لظروف اقتصادية واجتماعية قاهرة.
4- الفاقد الخاص بالكيف، لقد لوحظ في عدد من الدول النامية أن التلاميذ المنتهين من المرحلة الابتدائية لا يتقنون المهارات الأساسية ، هذا بالإضافة إلى الأعداد الكبيرة من الراسبين في تلك المرحلة.
5- عدم وضع الرجل الصحيح في المكان الصحيح، وتتلخص المشكلة في ضرورة حصول خريجي المعاهد العليا والكليات والجامعات على وظائف تناسب تخصصاتهم في هذه الكليات.
6- هجرة العلماء أو استنزاف العقول، إن أكبر خسارة تصيب عمليات التنمية الاقتصادية والتنمية البشرية هي هجرة العلماء والفنيين والمتخصصين من الدول النامية إلى الدول المتقدمة .
تضخم الجهاز الإداري وارتفاع مرتبات العاملين فيه ،من الملاحظ في جميع البلاد المستقلة حديثاً أن تكاليف الحكومة والتعليم الثانوي والعالي ووظائف الإدارة العليا في المؤسسات الخاصة مرتفعة بصورة خيالية بالنسبة إلى إجمالي الدخل القومي ومستوى الأفراد.(شفعو وآخرون،2000
،147- 151).
وذكرت (أخضر،2006، 218) أسباب الهدر المدرسي كما يلي:
1-التسرب
2-الرسوب
3-الكفاءة واقتصاديات الحجم
4-أجور المعلمين
5- البطالة
6-تدني المستوى التحصيلي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نتائج ظاهرة الهدر المدرسي :
إن ظاهرة التسرب الدراسي منتشرة في الكثير من دول العالم في الوقت الحاضر في كل مراحل التعليم العام ، خاصة في الدول النامية ففي دول إفريقيا جنوب الصحراء مثلاً نجد أكثر من 40 مليون طفل متسرب في المرحلة الابتدائية سيتضاعف عددهم إلى 57 مليون طفل عام 2015م .( صحيفة الغارديان البريطانية ترجمة مجلة المعرفة،1420 ،26)، فالتسرب مشكلة عالمية ، تعاني منها كذلك المملكة العربية السعودية فتسبب إهدار مالياً وبشرياً ينعكس سلباً على مخرجات العملية التعليمية مما له مردودة السلبي في التنمية الشاملة ، ولإيماننا بأن نجاح العملية التعليمية في تحقيق أهدافها لا يتم إلا بالمعلم و بجودة عطائه وإتقان أدائه ، ومن هنا جاءت مشكلة هذه الدراسة ، التي تسعي لتوضيح أهمية جودة أداء المعلم العلمي والمهني للحد من مشكلة التسرب ، علماً بأن الاهتمام بالجودة أصبح ظاهرة عالمية بل هو الوظيفة الأولى لأي منظمة للوصول لغاياتها ولضمان تحسين مخرجاتها حتى تنافس المؤسسات الأخرى ، وان التعليم السعودي يرغب في الجودة التعليمية والتحسين والإتقان .( عبد الوهاب ،1428، 3) .
فاوزير التعليم تشارلز كلارك الايطالي طالما سعى جاهدةً لإحتواء الأزمة القائمة حول تمويل المدارس, إن الإحصاءات الحالية من وزارة التربية و التعليم أظهرت أن التغيب عن المدرسة قد قفز صعوداً منذ وصول حزب العمال إلى السلطة, فهناك لا يقل عن 566.644 طالباً بالمدارس الثانوية قد تغيبوا عن المدرسة العام الماضي أى زيادة بأكثر من 143،000 قبل ست سنوات, و في المدارس الابتدائية تغيب 564.445 طفلاً أى زيادة بأكثر من 22,000.
هذه الأرقام المروعة قد حدثت على الرغم من مجموعة المخططات المُكلفة التي كان من المفترض أن تقوم بخفض معدل التغيب عن المدرسة بنسبة الثلث, بما في ذلك المكافآت النقدية للمدارس التى قامت بتحسين معدلات الإلتحاق, نظم التسجيل بالبطاقة و المزيد من الصلاحيات لمعاقبة الآباء والأمهات.(صحيفة ديلي مايل. 2003، مسار فشل التعليم البريطاني)
وترتبط ظاهرة الهدر المدرسي بعدة نتائج لها أثار سلبية سواء على مستوى الأفراد أو المجتمع ونذكر منها على سبيل المثال :
- تسرب التلاميذ قبل إكمال المرحلة الخاصة بالتعليم الأساسي يجعل العديد منهم ينزل إلى مستوى الأمية .
- ينعكس الفشل الدراسي على الحالة النفسية للتلميذ مما يجعله يعيش في دائرة من التوتر النفسي الشيء الذي يدفع به إلى فك عقال نزعاته الفردية والعدوانية قصد التعويض عن عدم التوافق الذي يسود حياته المدرسية .
- البطالة وما يرتبط بها من مشاكل اجتماعية واقتصادية .
- تخصيص ميزانيات لمحاربة الأمية والتربية غير النظامية .
- الرفع من ميزانيات التغطية الصحية لمعالجة أثار الانحراف والجريمة ،بينما يكون من الأفيد أن تخصص لقطاعات اجتماعية أخرى .(العرض التربوي،2008، 3).
الحلول الممكنة للتصدي للهدر المدرسي :
أولا: الإجراءات الوقائية المدرسية للحد من ظاهرة التسرب:
1. تفعيل دور المرشد التربوي في مساعدة الطلبة في حل مشكلاتهم التربوية وغير التربوية، بالتعاون مع الجهاز التعليمي في المدرسة والمجتمع المحلي وعلى الأخص أولياء أمور الطلبة.
2.العدالة في التعامل وعدم التمييز بين الطلبة داخل المدرسة.
3.منع العقاب بكل أنواعه في المدرسة (البدني والنفسي): بالرغم من أن وزارة التربية تمنع رسمياً العقاب بشتى أشكاله في المدارس كوسيلة ردع، إلا أن العقاب يمارس في المدارس من قبل الجهاز التعليمي. مما يتطلب وضع آليات مراقبة ومتابعة لضمان الالتزام التام بعدم استخدام أسلوب العقاب لحل مشاكل الطلبة. حيث يعتقد 53.2% من المتسربين و 52.3% من أولياء أمورهم أن منع العقاب في المدارس يعتبر إجراءً وقائياً مؤثراً للحد من ظاهرة التسرب.
4.توفير تعليم مهني قريب من السكن.
5.توفير تعليم تمكيني علاجي للطالب ذي صعوبات التعلم.
6.تفعيل قانون إلزامية التعليم في المرحلة الأساسية ووضع آليات للمتابعة والتنفيذ على مستوى المدرسة.
7.السماح للطلبة المتسربين بالالتحاق بالدراسة بغض النظر عن سنهم وفق شروط محددة وميسرة.
بحث شامل حول الهدر المدرسي
الهدر لغة :
الهدر : ما يبطل من دم وغيره . هدر يهدر , بالكسر , ويهدر , بالضم ,هدرا وهدرا , بفتح الدال , أي بطل . وهدرته والسلطان : أبطله وأباحه . ودماؤهم هدر بينهم أي مهدرة قوله أي مهدرة عبارة القاموس مهدرة مبنيا للمفعول محذوف المثناه الفوقية وتهادر القوم : أهدروا دماءهم . وذهب دم فلان هدرا وهدرا بالتحريك , أي باطلا وفي الحديث : أن رجلا عض يد أخر فندر سنه فأهدره أي أبطله وفي الحديث : من اطلع في دار بغير إذن فقد هدرت عينه أي إن فقؤوها ذهبت باطلة لا قصاص فيها ولا دية .
هذا المصطلح في الأصل ينتمي إلى قاموس الاقتصاد , إلا أنه دخل المجال التربوي من منطلق أن التربية أصبحت تعد من أهم نشاطات الاستثمار الاقتصادي .(ابن منظور،2003، 257).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الهدر المدرسي (الهدر التربوي ) :
الهدر المدرسي من المصطلحات الفضفاضة التي يصعب تحديدها لاعتبارات عدة منها :
تعدد المسميات لنفس المفهوم واختلاف الكتابات التربوية في المنطلقات الذي يوصل إلى الاختلاف في فهم الظواهر وبالتالي الاختلاف في توظيف المصطلح .
أحيانا نتحدث عن الهدر المدرسي ونعني به التسرب الذي يحصل في مسيرة الطفل الدراسية التي تتوقف في مرحلة معينة دون أن يستكمل دراسته.
لكن نفس الظاهرة يرد الحديث عنها في كتابات بعض التربويين بالفشل الدراسي الذي يرتبط لدى أغلبهم بالتعثر الدراسي الموازي إجرائيا للتأخر. كما تتحدث مصادر أخرى عن التخلف و اللاتكيف الدراسيين وكثير من المفاهيم التي تعمل في سبيل جعل سوسيولوجي التربية أداة لوضع الملمس على الأسباب الداخلية للمؤسسة التربوية من خلال إنتاجها اللامساواة.
وبشكل أدق الهدر المدرسي هو نتيجة ضعف مردودية المنظومة التعليمة وذلك بعجز المنظومة التعليمية عن الاحتفاظ بجميع الملتحقين بها لإتمام دراستهم حيث يحدث الانقطاع الدراسي.(العرض التربوي،2008، 1).
ويقصد بالإهدار في التعليم: تلك الجهود الفكرية والمادية المبذولة في الحقل التعليمي دون تحقيق الأهداف الموضوعة لها بصورة كاملة من الناحيتين الكمية والكيفية .(المطوع،1987، 192).
وفي مفهومة البسيط هو الخسارة (الفاقد) التي تنتج عن رسوب وتسرب وإعادة الطلبة في النظام التعليمي.
ونظراً لأن الإهدار التربوي ظاهرة يمكن أن يتحدث عنها في أي نظام تعليمي .فقد دعى ذلك بعض المتخصصين في هذا المجال والمهتمين به إلى القول بأن "الإهدار التربوي مشكلة عالمية"
ويمثل الإهدار التربوي في الدول العربية قضية أساسية ويشكل قوة مدمرة للكفاية الداخلية لهذه الأنظمة وللجهود المبذولة لتطويرها .(أبو كليلة،2001، 89،90).
والتسرب هو انقطاع الطالب عن المدرسة انقطاعا نهائيا قبل أن يتم المرحلة الإلزامية وهذه الظاهرة تبدو في الريف والبيئة البدوية أكثر منها في البيئة الحضرية وأن كانت أخذت في التناقص يوما بعد يوم بسبب انتشار التعليم وازدياد الوعي الثقافي والاجتماعي بين أفراد المجتمع" .(الدويك، 1998،110).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
والفاقد له جوانب معروفة من أهمها:
التسرب والرسوب والإعادة وتدني المستوى التحصيلي وارتفاع معدلات التكلفة لكل تلميذ وعدم الاستفادة الكاملة من اقتصاديات الحجم في المدرسة.(المطوع،1987، 192).
عوامل الهدر المدرسي:
تتنوع الأسباب المسئولة عن ظاهرة الهدر المدرسي وتختلف باختلاف الإفراد والمجتمعات ويمكن تصنيف هذه العوامل كما ذكرها.(الداوود،2010)إلى:
- عوامل ذاتية مرتبطة ببنية شخصية الفرد وسماته الخاصة يمكن تفصيلها على النحو التالي:
• عوامل بيولوجية و فيزلوجية : وقد تم الاهتمام كثيرا بهذه العوامل ومالها من أثار سلبية على مستوى التوافق الدراسي ومنها (الإعاقة – نقص التغذية – ضعف البصر أو السمع – قلة الافرزات الهرمونية للغدد أو كثرتها ........إلخ) .
• عوامل انفعالية : وتظهر على شكل توترات – القلق – الخجل – الخوف – الشعور بالنقص، الشيء الذي يودي بالمتعلم إلى الشعور بعدم الثقة بالنفس , مما يجعله يفقد كا رغبة في التحصيل الدراسي وتنمية التأخر الدراسي له وبالتالي الانقطاع عن الدراسة .
• عامل الذكاء : من المعتقد أن التلميذ الذكي يكون متفوقا دراسيا والعكس صحيح غير أن الدراسات برهنت على ضرورة التحفظ في هذا الاعتقاد : فالتلميذ الذكي لا يمكن له التنبؤ له حتما بالتفوق الدراسي غير أن هذا لا يمنع القول أن الضعف العقلي وانخفاض مستوى الذكاء العام يؤدي حتما إلى انخفاض مستوى التحصيل .
- عوامل بيداغوجية تربوية : مرتبطة بأنماط العلاقة التربوية وأنواع طرائق التدريس والبرامج المدرسية ، حيث تلعب المناهج المدرسية دورا هاما في شد وجذب التلميذ للمدرسة أو انصرافه عنها، فبرامجنا مازالت تعتمد على الناحية النظرية والمعرفية المجردة لأطفال لا يجدون ذواتهم في ما هو نظري بل يتفاعلون مع البرامج التي تقوم أساسا على ما هو عملي – تطبيقي – محلي – واقعي . كما تلعب الأساليب والعلاقات التربوية السليمة والشروط التعليمية والتربوية المناسبة ومواصفات الأستاذ ( الخبير ) دورا هاما في محاربة ظاهرة الهدر المدرسي بتجلياتها المختلفة .
- عوامل اقتصادية :ترتبط ببنية الاجتماعية والاقتصادية المحددة لوظيفة ودور المدرسة في المجتمع وهي تلك العوامل التي ترتبط بقدرة العائلة على الاعتماد على نفسها، وعدم الاعتماد على الطالب في النهوض بأعبائها، كما أن العوامل الاقتصادية تشمل انخفاض المستويات المعيشية وأنماط الاقتصاد السائدة، والحاجة إلى الطلاب كقوى عاملة.
- عوامل أسرية : التفكك الأسري واختلاف أنماط التربية بين الأبوين –اشتغال الأبوين – ضعف المستوى الثقافي للأسرة ...فالأسرة المحرومة من أبسط أشكال الثقافة والتي يشيع فيها الجهل لا توفر لأبنائها جو سليما يساعدهم على الاستذكار والاستيعاب كما يلعب المستوى الاقتصادي للأسرة دورا هاما في توفير الظروف المناسبة للتحصيل الدراسي والنجاح .
- عوامل ثقافية : ترتبط بنظرة المجتمع إلى المدرسة وعملية التمدرس ،حيث تراها بعض الأسر أنها وكالة لتكسير بعض التقاليد الاجتماعية ومحاربتها مقابل نشر تقاليد أخرى لا تتناسب وثقافة المجتمع الشيء الذي يودي إلى عدم الاقتناع بعملية التمدرس بصفة عامة أو انقطاع التلميذ أو التلميذة لدى وصوله إلى مستوى دراسي معين أو مرحلة عمرية معينة .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أسباب الهدر المدرسي:
هناك أسباب للفاقد في التربية منها:
1- التسرب من المحلة الابتدائية ، بمعنى عدم مواصلة التلاميذ للدراسة حتى نهاية المرحلة الابتدائية ، وهذا يعني أنه حتى لو تحقق مبدأ تعميم التعليم الابتدائي لجميع الأطفال فإن هناك عدداً من الأطفال لن يستفيدوا من هذا التعليم، وتتفاوت حده أسباب التسرب من حيث درجة تأثيرها على الطالب المتسرب، منها ما تكون أسباب رئيسية لها تأثيرا قويا ومباشرا وتلعب دورا حاسما في عملية التسرب، وبعضها الأخر يكون تأثيرها ثانوي ومؤثر، وأسباب أخرى ليس لها أي تأثير يذكر.(وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية.(2005،22) .
كما إن العوامل التعليمية المسببة للتسرب هي أكثر من غيرها ممثلة في المعلم ، والمتعلم ، والأهداف ، ومحتوى المنهج المدرسي ، والوسائل التعليمية ،وطرائق التدريس ،والتقويم والإدارة المدرسية ، والمبنى المدرسي .( عبد الوهاب، 1428،4).
2- الفاقد في تعليم الكبار، ويقصد به انقطاع عدد كبير من الدارسين في فصول محو الأمية ، ولا شك أن انتظام الدراسة في هذه الفصول يحتاج إلى جهود عدة من مؤسسات كالوزارات والجامعات والشركات.
3- الفاقد الناتج عن سوء اختيار التعليم المناسب، هناك بعض التلاميذ تمكنهم قدراتهم العقلية ونتائجهم في الشهادات العامة كالإعدادية والثانوية من متابعة التعليم الأكاديمي ولكنهم يتجهون إلى نوع معين من التعليم لظروف اقتصادية واجتماعية قاهرة.
4- الفاقد الخاص بالكيف، لقد لوحظ في عدد من الدول النامية أن التلاميذ المنتهين من المرحلة الابتدائية لا يتقنون المهارات الأساسية ، هذا بالإضافة إلى الأعداد الكبيرة من الراسبين في تلك المرحلة.
5- عدم وضع الرجل الصحيح في المكان الصحيح، وتتلخص المشكلة في ضرورة حصول خريجي المعاهد العليا والكليات والجامعات على وظائف تناسب تخصصاتهم في هذه الكليات.
6- هجرة العلماء أو استنزاف العقول، إن أكبر خسارة تصيب عمليات التنمية الاقتصادية والتنمية البشرية هي هجرة العلماء والفنيين والمتخصصين من الدول النامية إلى الدول المتقدمة .
تضخم الجهاز الإداري وارتفاع مرتبات العاملين فيه ،من الملاحظ في جميع البلاد المستقلة حديثاً أن تكاليف الحكومة والتعليم الثانوي والعالي ووظائف الإدارة العليا في المؤسسات الخاصة مرتفعة بصورة خيالية بالنسبة إلى إجمالي الدخل القومي ومستوى الأفراد.(شفعو وآخرون،2000
،147- 151).
وذكرت (أخضر،2006، 218) أسباب الهدر المدرسي كما يلي:
1-التسرب
2-الرسوب
3-الكفاءة واقتصاديات الحجم
4-أجور المعلمين
5- البطالة
6-تدني المستوى التحصيلي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نتائج ظاهرة الهدر المدرسي :
إن ظاهرة التسرب الدراسي منتشرة في الكثير من دول العالم في الوقت الحاضر في كل مراحل التعليم العام ، خاصة في الدول النامية ففي دول إفريقيا جنوب الصحراء مثلاً نجد أكثر من 40 مليون طفل متسرب في المرحلة الابتدائية سيتضاعف عددهم إلى 57 مليون طفل عام 2015م .( صحيفة الغارديان البريطانية ترجمة مجلة المعرفة،1420 ،26)، فالتسرب مشكلة عالمية ، تعاني منها كذلك المملكة العربية السعودية فتسبب إهدار مالياً وبشرياً ينعكس سلباً على مخرجات العملية التعليمية مما له مردودة السلبي في التنمية الشاملة ، ولإيماننا بأن نجاح العملية التعليمية في تحقيق أهدافها لا يتم إلا بالمعلم و بجودة عطائه وإتقان أدائه ، ومن هنا جاءت مشكلة هذه الدراسة ، التي تسعي لتوضيح أهمية جودة أداء المعلم العلمي والمهني للحد من مشكلة التسرب ، علماً بأن الاهتمام بالجودة أصبح ظاهرة عالمية بل هو الوظيفة الأولى لأي منظمة للوصول لغاياتها ولضمان تحسين مخرجاتها حتى تنافس المؤسسات الأخرى ، وان التعليم السعودي يرغب في الجودة التعليمية والتحسين والإتقان .( عبد الوهاب ،1428، 3) .
فاوزير التعليم تشارلز كلارك الايطالي طالما سعى جاهدةً لإحتواء الأزمة القائمة حول تمويل المدارس, إن الإحصاءات الحالية من وزارة التربية و التعليم أظهرت أن التغيب عن المدرسة قد قفز صعوداً منذ وصول حزب العمال إلى السلطة, فهناك لا يقل عن 566.644 طالباً بالمدارس الثانوية قد تغيبوا عن المدرسة العام الماضي أى زيادة بأكثر من 143،000 قبل ست سنوات, و في المدارس الابتدائية تغيب 564.445 طفلاً أى زيادة بأكثر من 22,000.
هذه الأرقام المروعة قد حدثت على الرغم من مجموعة المخططات المُكلفة التي كان من المفترض أن تقوم بخفض معدل التغيب عن المدرسة بنسبة الثلث, بما في ذلك المكافآت النقدية للمدارس التى قامت بتحسين معدلات الإلتحاق, نظم التسجيل بالبطاقة و المزيد من الصلاحيات لمعاقبة الآباء والأمهات.(صحيفة ديلي مايل. 2003، مسار فشل التعليم البريطاني)
وترتبط ظاهرة الهدر المدرسي بعدة نتائج لها أثار سلبية سواء على مستوى الأفراد أو المجتمع ونذكر منها على سبيل المثال :
- تسرب التلاميذ قبل إكمال المرحلة الخاصة بالتعليم الأساسي يجعل العديد منهم ينزل إلى مستوى الأمية .
- ينعكس الفشل الدراسي على الحالة النفسية للتلميذ مما يجعله يعيش في دائرة من التوتر النفسي الشيء الذي يدفع به إلى فك عقال نزعاته الفردية والعدوانية قصد التعويض عن عدم التوافق الذي يسود حياته المدرسية .
- البطالة وما يرتبط بها من مشاكل اجتماعية واقتصادية .
- تخصيص ميزانيات لمحاربة الأمية والتربية غير النظامية .
- الرفع من ميزانيات التغطية الصحية لمعالجة أثار الانحراف والجريمة ،بينما يكون من الأفيد أن تخصص لقطاعات اجتماعية أخرى .(العرض التربوي،2008، 3).
الحلول الممكنة للتصدي للهدر المدرسي :
أولا: الإجراءات الوقائية المدرسية للحد من ظاهرة التسرب:
1. تفعيل دور المرشد التربوي في مساعدة الطلبة في حل مشكلاتهم التربوية وغير التربوية، بالتعاون مع الجهاز التعليمي في المدرسة والمجتمع المحلي وعلى الأخص أولياء أمور الطلبة.
2.العدالة في التعامل وعدم التمييز بين الطلبة داخل المدرسة.
3.منع العقاب بكل أنواعه في المدرسة (البدني والنفسي): بالرغم من أن وزارة التربية تمنع رسمياً العقاب بشتى أشكاله في المدارس كوسيلة ردع، إلا أن العقاب يمارس في المدارس من قبل الجهاز التعليمي. مما يتطلب وضع آليات مراقبة ومتابعة لضمان الالتزام التام بعدم استخدام أسلوب العقاب لحل مشاكل الطلبة. حيث يعتقد 53.2% من المتسربين و 52.3% من أولياء أمورهم أن منع العقاب في المدارس يعتبر إجراءً وقائياً مؤثراً للحد من ظاهرة التسرب.
4.توفير تعليم مهني قريب من السكن.
5.توفير تعليم تمكيني علاجي للطالب ذي صعوبات التعلم.
6.تفعيل قانون إلزامية التعليم في المرحلة الأساسية ووضع آليات للمتابعة والتنفيذ على مستوى المدرسة.
7.السماح للطلبة المتسربين بالالتحاق بالدراسة بغض النظر عن سنهم وفق شروط محددة وميسرة.
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 114716
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
رد: بحث شامل حول الهدر المدرسي
من طرف عبير الروح الجمعة 23 مارس 2012, 11:37 pm
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ثانياً: الإجراءات الوقائية الأسرية:
تلعب الوزارة ومؤسسات المجتمع المدني دوراً أساسياً على مستوى الأسرة للحد من التسرب من خلال تنظيم برامج توعية للأسرة بأهمية التعليم لأبنائهم من خلال ما يلي:
1.مساعدة الأسر الفقيرة مادياً لتغطية النفقات الدراسية وتوفير مستلزمات التعليم لأبنائها.
2. نشر الوعي وتثقيف الأسرة بقيمة التعليم وأهميته ومخاطر التسرب على أبنائهم.
3.إقناع الأسر بضرورة تهيئة الجو الأسري لأبنائهم من خلال توفير الوقت والمكان المناسبين للدراسة في المنزل.
4.مساعدة الأسرة لأبنائها في حل مشاكلهم الدراسية وصعوبات التعلم في المواد الدراسية.
5.عدم تكليف أبنائهم الطلبة بمهمات أسرية فوق طاقتهم، من خلال تفرّغهم وتوفير الوقت الكافي لهم للدراسة.
6.تفعيل الاتصال والتواصل بين الأسرة والمدرسة لمتابعة تطور أبنائهم والوقوف على المشاكل التي يواجهونها داخل المدرسة وخارجها والمساعدة في حلها.
7.مشاركة الأسرة بالأنشطة اللا صفية التي تنظمها المدرسة.
8.توعية الأسرة بمخاطر الزواج المبكر لبناتهم تفعيل القوانين التي تمنع الزواج أقل من السن المحدد، كذلك مخاطر التمييز بين أبنائهم على أساس الجنس في مجال التعليم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ثالثا : الإجراءات العلاجية للمتسربين:
مشكلة التسرب المدرسي هي مشكلة وطنية تتطلب أن تتضافر كافة الجهود لإيجاد حلول ناجعة للطلبة المتسربين. بالإضافة إلى الدور الذي تقوم به وزارة التربية في هذا المجال. المطلوب أيضاً من المؤسسات الرسمية وبالتحديد وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ومن مؤسسات المجتمع المدني أن تضع خطة عمل وطنية لإعادة تأهيل المتسربين الذين معظمهم ارتدّوا إلى الأمية من خلال ما يلي:
1.توسيع انتشار مراكز التعليم المهني في جميع محافظات الوطن وتقديم تسهيلات ومكافآت تشجيعية للطلبة الملتحقين بها.
2.تنويع برامج التعليم المهني لتواكب حاجات سوق العمل.
3.متابعة الخريجين من خلال توفير شكل من أشكال التواصل بينهم وبين المنتجين في سوق العمل لتسهيل توظيفهم وإعادة تأهيلهم مع الوظائف الجديدة التي يلتحقون بها.
4.وضع تشريعات وقوانين تحدد الحد الأدنى للأجور ووضع آلية للرقابة والتنفيذ لمنع استغلال الأيدي العاملة.
5.تشجيع القطاع الخاص الذي يدير المراكز الثقافية على تنويع برامجه لتواكب سوق العمل مع الإشراف على هذه المراكز من حيث برامجه التأهيلية التي تقدمها ومستواها وطريقة أدائها ومتابعة خريجيها…الخ.
6.توسيع انتشار مراكز محو الأمية للمتسربين الذين ارتدوا إلى الأمية وتوفير تعليم مهني يتناسب مع قدراتهم.(دراسة عن ظاهرة التسرب المدرسي ،2005، 22).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وفي الدول العربية:
أولاً :حجم مشكلة الإهدار التربوي في الدول العربية:
في البحرين:
بالنسبة للرسوب ، فقد بلغت نسبته –وفقاً لإحصاء 83/1984م-8،5% للذكور،7،8% للإناث في المرحلة الابتدائية.
وفي المرحلة الإعدادية بلغت هذه النسبة 18،5%للذكور،7،5للاناث .
أما في المرحلة الثانوية فقد كانت هذه النسب 13% للذكور، 4،0للاناث .
وبالنسبة للإعادة، بلغت 14،2% للذكور، و8% للإناث. أما في المرحلة الثانوية فكانت 9،1%للذكور، 4،9% للإناث وفقاً لإحصاء 83/1983م.
أما بالنسبة للتسرب فقد نسبته –وفقا لإحصاء 83/1984م –في المرحلة الابتدائية 0،7% لكل من الجنسين ،2،4% في المرحلة الإعدادية 1،3% في المرحلة الثانوية .
وقد أدى الإعادة و الرسوب إلى الإهدار التربوي الذي تمثل في زيادة متوسط عدد السنوات الدراسية اللازمة لتخريج الطالب /الطالبة عن المدة الفعلية المحددة للمرحلة الدراسية "ففي الفترة مابين عامي 73/1974. 77/1978م، اتضح إن متوسط عدد السنوات اللازمة لتخريج تلميذ واحد في المرحلة الابتدائية في البحرين بلغ 8،51 سنوات ، كما بلغ 7،69سنوات التخريج تلميذة واحدة"
وهو يزيد عن المدة المحددة للمرحلة الابتدائية بحوالي 5،2 سنة للذكور.سنتان للإناث .مما يتسبب في زيادة حجم الإهدار التربوي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
في الكويت:
توضح الوثيقة رقم (12) أن متوسط عدد السنوات اللازمة لتخريج طالب/طالبة خلال الفترة (73/74-77/1978م)هي:
4،26للذكور، 4،66 للإناث في المرحلة الابتدائية .
6،24للذكور، 5،4 للإناث في المرحلة الإعدادية .
5 للذكور،4،7 للإناث في المرحلة الثانوية.
وهذا يعكس وجود إهدار تربوي يتمثل في زيادة عدد السنوات اللازمة للتخريج عن عدد السنوات المقررة .
وتدل إحصاءات الفترة(78/79-85/1986م) على انخفاض نسبة التسرب عنها في الفترة السابقة، حيث بلغت 1،6% للذكور، 1،5% للإناث المرحلة الثانوية فقد بلغ متوسطا للتسرب 7،3 % للذكور ،3،4% للإناث .
ومن خلال إحصاءات وزارة التربية بالكويت –عام 85/1986م – يتضح متوسط معدلات التسرب بلغت 1،7%للذكور ، 1،5 للإناث في المرحلة الابتدائية، وفي المرحلة الإعدادية بلغت 3،8%للذكور ،2،8% للإناث ، في المرحلة فقد بلغت هذه المتوسطات 4،7% للذكور، 6%للإناث.
ثانياً:أسباب الإهدار التربوي في الدول العربية:
في البحرين:يرجع الإهدار التربوي في البحرين إلى عدة أسباب منها الأسباب الاجتماعية والاقتصادية (كالخلافات العائلية،وتدني المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للأسرة، واضطرار التلاميذ للعمل مع آبائهم ،وتزويج البنات في سن مبكرة ،وعدم اقتناع الأهل بأهمية التعليم..الخ) ومنها الأسباب التربوية (كاكتظاظ المنهج وعدم ارتباطه ببيئة التلاميذ وحاجاتهم ومشكلاتهم ،ومستواهم، وعدم التأهيل الكافي للمعلم، وعدم توفر الوسائل التعليمية، وطغيان وسائل التعليم والتقويم التقليدية ،وتكدس الفصل بالتلاميذ وقصور الإرشاد التربوي...الخ).
في الكويت:
توجد عدة عوامل تؤثر في التسرب وبالتالي يحدث الإهدار التربوي في الكويت من هذه العوامل:
-العوامل المدرسية كالمنهج الدراسي الذي لا يلبي حاجات الطلبة النفسية والفكرية، وعندما يكون المنهج غير مستقر يصبح الطلبة غير متكيفين مع المدرسة.وطرق التدريس وأساليب المعلمين في تعاملهم مع التلاميذ قد تتسم بالعنف وعدم التسامح مع التلاميذ مما ينفرهم من الدراسة ، وأسلوب الإدارة المدرسية قد يكون قاصراً نتيجة عدم توافر القيادة المؤهلة تربوياً.
-التلميذ ، فقد لا يقبل بعض التلاميذ على التعليم نتيجة لظروفهم الخاصة من حيث النمو العقلي أو القدرات الخاصة التي قد لا تجد اهتماما كافيا من قبل المعلمين .
-الظروف البيئية وتتمثل في الأوضاع الاجتماعية والثقافية ولاقتصادية لأسرة التلميذ . فالأوضاع الاجتماعية تؤثر على التلميذ حينما تكون الأسرة غير واعية بأهمية التعليم.وحينما يصيبها التفكك الأسري وعدم متابعة التلميذ والتعاون مع المدرسة،والأوضاع الثقافية المتردية من فرض اكتساب التلميذ العلم والثقافة كما تقلل من طموحاته وتقدمة الدراسي.
والأوضاع الاقتصادية الصعبة قد تدفع الأسر للاستعانة بالأنباء في العمل لتحقيق وضع اقتصادي أفضل للأسرة مما يؤثر في تحصيلهم الدراسي نتيجة انصرافهم عن المدرسة.
ثالثاً:أساليب معالجة الإهدار التربوي في الدول العربية:تتخذ أساليب معالجة الإهدار التربوي –كما جاء بوثائق الندوة –الأشكال التالية:
في البحرين:
رؤى أنه من الضروري دارسة الأسباب المؤدية إلى الإهدار التربوي بعمق .
ومعالجتها بجدية،واتخاذ إجراءات جذرية مثل :
-إصدار التشريعات التي تكفل إلزامية التعليم حتى نهاية المرحلة الثانوية توعية الجماهير بسلبيات تسرب أبنائهم وانخراطهم المبكر في سوق العمل . تطوير المناهج وطرق التدريس والتقويم والإدارة المدرسية ..الخ.
-الاهتمام بالفروق الفردية بين التلاميذ وإعطاء اهتمام خاص بالمعيدين وتقليل عدد التلاميذ في الصف الواحد.
-الاهتمام بعمليات الإرشاد والتوجيه لتشخيص صعوبات التلاميذ ومساعدتهم على تخطيها .
- مساعدة التلاميذ الفقراء.
-زيادة التعاون بين الأسر والمدرسة.
وهذه الإجراءات يبدو أنها لا تقتصر على معالجة الإهدار التربوي في البحرين فقط ،ولكن يمكن اتخاذها بصفة عامة للحد من الإهدار التربوي فيها.
في الكويت:
حاولت وزارة التربية في الكويت التغلب عللا الإهدار التربوي بإتباع عدد من الأساليب المتنوعة ،منها ما يلي:
-في العمل المدرسي،عملت الوزارة على تطوير المناهج الدراسية ،وتحقيق التنسيق الأفقي بين المجالات الدراسية في كل صف من الصفوف الدراسية، والتنسيق الراسي بين المجالات الدراسية في المرحل المختلفة وبين الصفوف الدراسية في كل مرحلة ، وسد الفجوات بين كل مرحلة وأخرى .كما وفرت الوزارة الوسائل التعليمة والتقنيات التربوية الحديثة وتدريب المعلمين .وتشجيع دروس التقوية للمتخلفين دراسياً ، وتطوير أساليب الامتحانات والتقويم وتهيئة المناخ المدرسي المناسب للتلاميذ ،وتشجيع البحث التربوي والأخذ بنظام اللامركزية.
-وبالنسبة للتلاميذ، فقد عملت الوزارة على توافر الرعاية الصحية لهم وتوثيق العلاقة بين البيت والمدرسة من خلال مجالس الآباء والمعلمين، وتوفير الخدمات الإرشادية والتربوية وتشجيع التلاميذ على ممارسة الأنشطة المختلفة والدراسات العملية والعناية بإنشاء رياض الأطفال لإعداد التلاميذ وتهيئتهم للمرحلة الابتدائية .
-أما بنسبة للعوامل الاجتماعية ،فقد عملت الوزارة على توعية الآباء بأضرار التسرب من المدرسة ، واستخدمت في ذلك عدة أساليب مثل عقد لقاءات للآباء في المدارس،والقيام بحملات إعلاميه مكثفة .(أبو كليله،2001، 94-104).
دراسات في الهدر :
1- دراسة(الجرباني،2008) بعنوان "عوامل الهدر التربوي في مدارس التعليم الثانوي العام بأمانة العاصمة:
وقد هدف البحث إلى تحديد أهم العوامل التربوية والعوامل الاجتماعية و الاقتصادية و الشخصية المسئولة عن الهدر التربوي في مدارس التعليم الثانوي العام بأمانة العاصمة من وجهة نظر الطلاب الباقين للإعادة والطلاب المتسربين . وتحددت مشكلة البحث في الأسئلة الآتية :
1- ما العوامل التربوية المسئولة عن الهدر التربوي في مدارس التعليم الثانوي العام بأمانة العاصمة من وجهة نظر الطلاب الباقين للإعادة والطلاب المتسربين ؟
2 - ما العوامل الاجتماعية والاقتصادية والشخصية المسئولة عن الهدر التربوي في مدارس التعليم الثانوي العام بأمانة العاصمة من وجهة نظر الطلاب الباقين للإعادة والطلاب المتسربين ؟ 3- هل هناك فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (05و0) في تقديرات الطلبة لدرجة أثر العوامل المسئولة عن الهدر التربوي وفقا للجنس (ذكر – أنثى ) والمستوى الدراسي للطالب , والمستوى التعليمي لولي أمر الطالب , ومهنة ولي أمر الطالب ؟
وقد استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي , وتم اعتماد الاستبيان المغلق أداة للبحث حيث طبقت على عينة مكونة من (216) طالبا وطالبة (الباقين للإعادة و المتسربين) تم اختيارها عشوائيا من أربع مدارس ثانوية بالأمانة .
وكانت أهم النتائج التي توصل إليها البحث ما يلي :
1. أكثر العوامل التربوية تأثيرا في الهدر التربوي هي العوامل المتعلقة ببعد الاختبارات التحصيلية , تليها العوامل المتعلقة ببعد المدرس ثم عوامل الإدارة المدرسية وعوامل المبنى المدرسي وأخيراً عوامل المنهج المدرسي .
2. أكثر العوامل الاجتماعية تأثيرا في الهدر التربوي هي : وفاة أحد الأبوين , الزواج المبكر لبعض الطلاب , وانفصال الوالدين .
3. أكثر العوامل الشخصية تأثيرا في الهدر التربوي هي : تأثير الأقران , ضعف ثقة الطالب بنفسه , و تأجيل الطالب استذكار الدروس إلى نهاية العام الدراسي .
4. أكثر العوامل الاقتصادية تأثيرا في الهدر التربوي هي : تدني دخل الأسرة , خوف الطالب من عدم وجود وظيفة بعد التخرج , وزيادة المصروف الشخصي للطالب .
واخيراً الحوافز لازمة لتحفيز العوامل لتكوين منتجين فعالين،كما إن السيطرة هى قدرة هيكل الحكم على إحتواء السلوكيات الإنتهازية للتوفيق بين سلوك الوكلاء المتورطين في الصفقة.( تقليل الفاقد في التعليم العالي، كلية تيري لإدارة الأعمال- جامعة جورجيا).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الـخـاتـمـة :
إن التسرب هو إهدار تربوي هائل ويؤثر سلبياً على جميع نواحي المجتمع وبنائه، فهو يزيد من حجم الأمية والبطالة ويضعف البنية الاقتصادية الإنتاجية للمجتمع والفرد، ويزيد من الاتكالية والاعتماد على الغير في توفير الاحتياجات. ويزيد من حجم المشكلات الاجتماعية من انحراف الأحداث والجنوح كالسرقة والاعتداء على الآخرين وممتلكاتهم مما يضعف خارطة المجتمع ويفسدها. والتسرب يؤدي إلى تحول اهتمام المجتمع من البناء والأعمار والتطور والازدهار إلى الاهتمام بمراكز الإصلاح والعلاج والإرشاد، والى زيادة عدد السجون والمستشفيات ونفقاتها ونفقات العناية الصحية العلاجية. كما يؤدي تفاقم التسرب إلى استمرار الجهل والتخلف وبالتالي سيطرة العادات والتقاليد البالية التي تحد وتعيق تطور المجتمع مثل: الزواج المبكر والسيطرة الأبوية المطلقة وبالتالي حرمان المجتمع من ممارسة الديمقراطية وحرمان أفراده من حقوقهم ويتحول المجتمع إلى مجتمع مقهور ومسيطر عليه لأنه لا يمكن أن يكون المجتمع سيداً وحراً وفي نفس الوقت جاهلاً: مجتمع تسوده العنصرية والتحيز والانغلاق والتعصب ومن هذا المنطلق وجب على وزراه التربية والتعليم ومنسوبيها دراسة الظاهرة والتصدي لها من خلال البرامج الثقافية والتوعوية .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
المراجع:
• ابن منظور،محمد بن مكرم الإفريقي المصري .(2003). كتاب لسان العرب ،الجزء الخامس،دار صادر للنشر، الطبعة الأولى ،بيروت.
• أبو كليلة ،هادية محمد.(2001).دراسات في تخطيط التعليم واقتصادياته.دار الوفاء:الإسكندرية.
• الداوود،إبراهيم داوود.(2010).مشكلة الفاقد التربوي :أسبابها وطرق علاجها،بحث غير منشور،كلية المعلمين،الرياض.
• أخضر،فايزة محمد.(2006).اقتصاديات العليم للفتاة في المملكة العربية السعودية،مكتبة الملك فهد الوطنية ،الطبعة الأولى،الرياض.
• الدويك،تيسير؛وعدس،محمد.(2009).أسس الادراة المدرسية والإشراف التربوي،دار الفكر للنشر والتوزيع،الطبعة الأولى،عمّان.
• الجرياني،راجح دحان عي.(2008). عوامل الهدر التربوي في مدارس التعليم الثانوي العام بأمانة العاصمة، رسالة ماجستير غير منشورة ، صنعاء.
• شفعو،محمد عبدالعزيز وآخرون.(2000).الموسوعة الحديثة في التربية والتعليم،دار العلوم الحديثة،الطعة الرابعة،الموصل.
• عبدالوهاب،فيصل محمد.(1428). دراسة فعالية أداء المعلم من مشكلة تسرب الطلاب كما يراها مشرفو ومعلمو المرحلة الابتدائية بمنطقة الباحة التعليمية،بحث غير منشور،السودان.
• العرض التربوي - الهدر المدرسي.(2008).الجامعة الوطنية لموظفي التعليم لجنة التكوين المستمر، الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب.
• المطوع،حسين محمد.(1987).إقتصاديات التعليم،دار القلم للنشر والتوزيع،الطبعة الأولى،دبي.
• ملخص تنفيذي دراسة عن ظاهرة التسرب المدرسي. (2005).وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية،إعداد الادراة العامة للتخطيط التربوي الادراة المعلومات الدراسات بالتعاون مع مركز الصحة المدرسية والإرشاد التربوي والادراة العامة للتعليم العام .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ثانياً: الإجراءات الوقائية الأسرية:
تلعب الوزارة ومؤسسات المجتمع المدني دوراً أساسياً على مستوى الأسرة للحد من التسرب من خلال تنظيم برامج توعية للأسرة بأهمية التعليم لأبنائهم من خلال ما يلي:
1.مساعدة الأسر الفقيرة مادياً لتغطية النفقات الدراسية وتوفير مستلزمات التعليم لأبنائها.
2. نشر الوعي وتثقيف الأسرة بقيمة التعليم وأهميته ومخاطر التسرب على أبنائهم.
3.إقناع الأسر بضرورة تهيئة الجو الأسري لأبنائهم من خلال توفير الوقت والمكان المناسبين للدراسة في المنزل.
4.مساعدة الأسرة لأبنائها في حل مشاكلهم الدراسية وصعوبات التعلم في المواد الدراسية.
5.عدم تكليف أبنائهم الطلبة بمهمات أسرية فوق طاقتهم، من خلال تفرّغهم وتوفير الوقت الكافي لهم للدراسة.
6.تفعيل الاتصال والتواصل بين الأسرة والمدرسة لمتابعة تطور أبنائهم والوقوف على المشاكل التي يواجهونها داخل المدرسة وخارجها والمساعدة في حلها.
7.مشاركة الأسرة بالأنشطة اللا صفية التي تنظمها المدرسة.
8.توعية الأسرة بمخاطر الزواج المبكر لبناتهم تفعيل القوانين التي تمنع الزواج أقل من السن المحدد، كذلك مخاطر التمييز بين أبنائهم على أساس الجنس في مجال التعليم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ثالثا : الإجراءات العلاجية للمتسربين:
مشكلة التسرب المدرسي هي مشكلة وطنية تتطلب أن تتضافر كافة الجهود لإيجاد حلول ناجعة للطلبة المتسربين. بالإضافة إلى الدور الذي تقوم به وزارة التربية في هذا المجال. المطلوب أيضاً من المؤسسات الرسمية وبالتحديد وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ومن مؤسسات المجتمع المدني أن تضع خطة عمل وطنية لإعادة تأهيل المتسربين الذين معظمهم ارتدّوا إلى الأمية من خلال ما يلي:
1.توسيع انتشار مراكز التعليم المهني في جميع محافظات الوطن وتقديم تسهيلات ومكافآت تشجيعية للطلبة الملتحقين بها.
2.تنويع برامج التعليم المهني لتواكب حاجات سوق العمل.
3.متابعة الخريجين من خلال توفير شكل من أشكال التواصل بينهم وبين المنتجين في سوق العمل لتسهيل توظيفهم وإعادة تأهيلهم مع الوظائف الجديدة التي يلتحقون بها.
4.وضع تشريعات وقوانين تحدد الحد الأدنى للأجور ووضع آلية للرقابة والتنفيذ لمنع استغلال الأيدي العاملة.
5.تشجيع القطاع الخاص الذي يدير المراكز الثقافية على تنويع برامجه لتواكب سوق العمل مع الإشراف على هذه المراكز من حيث برامجه التأهيلية التي تقدمها ومستواها وطريقة أدائها ومتابعة خريجيها…الخ.
6.توسيع انتشار مراكز محو الأمية للمتسربين الذين ارتدوا إلى الأمية وتوفير تعليم مهني يتناسب مع قدراتهم.(دراسة عن ظاهرة التسرب المدرسي ،2005، 22).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وفي الدول العربية:
أولاً :حجم مشكلة الإهدار التربوي في الدول العربية:
في البحرين:
بالنسبة للرسوب ، فقد بلغت نسبته –وفقاً لإحصاء 83/1984م-8،5% للذكور،7،8% للإناث في المرحلة الابتدائية.
وفي المرحلة الإعدادية بلغت هذه النسبة 18،5%للذكور،7،5للاناث .
أما في المرحلة الثانوية فقد كانت هذه النسب 13% للذكور، 4،0للاناث .
وبالنسبة للإعادة، بلغت 14،2% للذكور، و8% للإناث. أما في المرحلة الثانوية فكانت 9،1%للذكور، 4،9% للإناث وفقاً لإحصاء 83/1983م.
أما بالنسبة للتسرب فقد نسبته –وفقا لإحصاء 83/1984م –في المرحلة الابتدائية 0،7% لكل من الجنسين ،2،4% في المرحلة الإعدادية 1،3% في المرحلة الثانوية .
وقد أدى الإعادة و الرسوب إلى الإهدار التربوي الذي تمثل في زيادة متوسط عدد السنوات الدراسية اللازمة لتخريج الطالب /الطالبة عن المدة الفعلية المحددة للمرحلة الدراسية "ففي الفترة مابين عامي 73/1974. 77/1978م، اتضح إن متوسط عدد السنوات اللازمة لتخريج تلميذ واحد في المرحلة الابتدائية في البحرين بلغ 8،51 سنوات ، كما بلغ 7،69سنوات التخريج تلميذة واحدة"
وهو يزيد عن المدة المحددة للمرحلة الابتدائية بحوالي 5،2 سنة للذكور.سنتان للإناث .مما يتسبب في زيادة حجم الإهدار التربوي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
في الكويت:
توضح الوثيقة رقم (12) أن متوسط عدد السنوات اللازمة لتخريج طالب/طالبة خلال الفترة (73/74-77/1978م)هي:
4،26للذكور، 4،66 للإناث في المرحلة الابتدائية .
6،24للذكور، 5،4 للإناث في المرحلة الإعدادية .
5 للذكور،4،7 للإناث في المرحلة الثانوية.
وهذا يعكس وجود إهدار تربوي يتمثل في زيادة عدد السنوات اللازمة للتخريج عن عدد السنوات المقررة .
وتدل إحصاءات الفترة(78/79-85/1986م) على انخفاض نسبة التسرب عنها في الفترة السابقة، حيث بلغت 1،6% للذكور، 1،5% للإناث المرحلة الثانوية فقد بلغ متوسطا للتسرب 7،3 % للذكور ،3،4% للإناث .
ومن خلال إحصاءات وزارة التربية بالكويت –عام 85/1986م – يتضح متوسط معدلات التسرب بلغت 1،7%للذكور ، 1،5 للإناث في المرحلة الابتدائية، وفي المرحلة الإعدادية بلغت 3،8%للذكور ،2،8% للإناث ، في المرحلة فقد بلغت هذه المتوسطات 4،7% للذكور، 6%للإناث.
ثانياً:أسباب الإهدار التربوي في الدول العربية:
في البحرين:يرجع الإهدار التربوي في البحرين إلى عدة أسباب منها الأسباب الاجتماعية والاقتصادية (كالخلافات العائلية،وتدني المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للأسرة، واضطرار التلاميذ للعمل مع آبائهم ،وتزويج البنات في سن مبكرة ،وعدم اقتناع الأهل بأهمية التعليم..الخ) ومنها الأسباب التربوية (كاكتظاظ المنهج وعدم ارتباطه ببيئة التلاميذ وحاجاتهم ومشكلاتهم ،ومستواهم، وعدم التأهيل الكافي للمعلم، وعدم توفر الوسائل التعليمية، وطغيان وسائل التعليم والتقويم التقليدية ،وتكدس الفصل بالتلاميذ وقصور الإرشاد التربوي...الخ).
في الكويت:
توجد عدة عوامل تؤثر في التسرب وبالتالي يحدث الإهدار التربوي في الكويت من هذه العوامل:
-العوامل المدرسية كالمنهج الدراسي الذي لا يلبي حاجات الطلبة النفسية والفكرية، وعندما يكون المنهج غير مستقر يصبح الطلبة غير متكيفين مع المدرسة.وطرق التدريس وأساليب المعلمين في تعاملهم مع التلاميذ قد تتسم بالعنف وعدم التسامح مع التلاميذ مما ينفرهم من الدراسة ، وأسلوب الإدارة المدرسية قد يكون قاصراً نتيجة عدم توافر القيادة المؤهلة تربوياً.
-التلميذ ، فقد لا يقبل بعض التلاميذ على التعليم نتيجة لظروفهم الخاصة من حيث النمو العقلي أو القدرات الخاصة التي قد لا تجد اهتماما كافيا من قبل المعلمين .
-الظروف البيئية وتتمثل في الأوضاع الاجتماعية والثقافية ولاقتصادية لأسرة التلميذ . فالأوضاع الاجتماعية تؤثر على التلميذ حينما تكون الأسرة غير واعية بأهمية التعليم.وحينما يصيبها التفكك الأسري وعدم متابعة التلميذ والتعاون مع المدرسة،والأوضاع الثقافية المتردية من فرض اكتساب التلميذ العلم والثقافة كما تقلل من طموحاته وتقدمة الدراسي.
والأوضاع الاقتصادية الصعبة قد تدفع الأسر للاستعانة بالأنباء في العمل لتحقيق وضع اقتصادي أفضل للأسرة مما يؤثر في تحصيلهم الدراسي نتيجة انصرافهم عن المدرسة.
ثالثاً:أساليب معالجة الإهدار التربوي في الدول العربية:تتخذ أساليب معالجة الإهدار التربوي –كما جاء بوثائق الندوة –الأشكال التالية:
في البحرين:
رؤى أنه من الضروري دارسة الأسباب المؤدية إلى الإهدار التربوي بعمق .
ومعالجتها بجدية،واتخاذ إجراءات جذرية مثل :
-إصدار التشريعات التي تكفل إلزامية التعليم حتى نهاية المرحلة الثانوية توعية الجماهير بسلبيات تسرب أبنائهم وانخراطهم المبكر في سوق العمل . تطوير المناهج وطرق التدريس والتقويم والإدارة المدرسية ..الخ.
-الاهتمام بالفروق الفردية بين التلاميذ وإعطاء اهتمام خاص بالمعيدين وتقليل عدد التلاميذ في الصف الواحد.
-الاهتمام بعمليات الإرشاد والتوجيه لتشخيص صعوبات التلاميذ ومساعدتهم على تخطيها .
- مساعدة التلاميذ الفقراء.
-زيادة التعاون بين الأسر والمدرسة.
وهذه الإجراءات يبدو أنها لا تقتصر على معالجة الإهدار التربوي في البحرين فقط ،ولكن يمكن اتخاذها بصفة عامة للحد من الإهدار التربوي فيها.
في الكويت:
حاولت وزارة التربية في الكويت التغلب عللا الإهدار التربوي بإتباع عدد من الأساليب المتنوعة ،منها ما يلي:
-في العمل المدرسي،عملت الوزارة على تطوير المناهج الدراسية ،وتحقيق التنسيق الأفقي بين المجالات الدراسية في كل صف من الصفوف الدراسية، والتنسيق الراسي بين المجالات الدراسية في المرحل المختلفة وبين الصفوف الدراسية في كل مرحلة ، وسد الفجوات بين كل مرحلة وأخرى .كما وفرت الوزارة الوسائل التعليمة والتقنيات التربوية الحديثة وتدريب المعلمين .وتشجيع دروس التقوية للمتخلفين دراسياً ، وتطوير أساليب الامتحانات والتقويم وتهيئة المناخ المدرسي المناسب للتلاميذ ،وتشجيع البحث التربوي والأخذ بنظام اللامركزية.
-وبالنسبة للتلاميذ، فقد عملت الوزارة على توافر الرعاية الصحية لهم وتوثيق العلاقة بين البيت والمدرسة من خلال مجالس الآباء والمعلمين، وتوفير الخدمات الإرشادية والتربوية وتشجيع التلاميذ على ممارسة الأنشطة المختلفة والدراسات العملية والعناية بإنشاء رياض الأطفال لإعداد التلاميذ وتهيئتهم للمرحلة الابتدائية .
-أما بنسبة للعوامل الاجتماعية ،فقد عملت الوزارة على توعية الآباء بأضرار التسرب من المدرسة ، واستخدمت في ذلك عدة أساليب مثل عقد لقاءات للآباء في المدارس،والقيام بحملات إعلاميه مكثفة .(أبو كليله،2001، 94-104).
دراسات في الهدر :
1- دراسة(الجرباني،2008) بعنوان "عوامل الهدر التربوي في مدارس التعليم الثانوي العام بأمانة العاصمة:
وقد هدف البحث إلى تحديد أهم العوامل التربوية والعوامل الاجتماعية و الاقتصادية و الشخصية المسئولة عن الهدر التربوي في مدارس التعليم الثانوي العام بأمانة العاصمة من وجهة نظر الطلاب الباقين للإعادة والطلاب المتسربين . وتحددت مشكلة البحث في الأسئلة الآتية :
1- ما العوامل التربوية المسئولة عن الهدر التربوي في مدارس التعليم الثانوي العام بأمانة العاصمة من وجهة نظر الطلاب الباقين للإعادة والطلاب المتسربين ؟
2 - ما العوامل الاجتماعية والاقتصادية والشخصية المسئولة عن الهدر التربوي في مدارس التعليم الثانوي العام بأمانة العاصمة من وجهة نظر الطلاب الباقين للإعادة والطلاب المتسربين ؟ 3- هل هناك فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (05و0) في تقديرات الطلبة لدرجة أثر العوامل المسئولة عن الهدر التربوي وفقا للجنس (ذكر – أنثى ) والمستوى الدراسي للطالب , والمستوى التعليمي لولي أمر الطالب , ومهنة ولي أمر الطالب ؟
وقد استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي , وتم اعتماد الاستبيان المغلق أداة للبحث حيث طبقت على عينة مكونة من (216) طالبا وطالبة (الباقين للإعادة و المتسربين) تم اختيارها عشوائيا من أربع مدارس ثانوية بالأمانة .
وكانت أهم النتائج التي توصل إليها البحث ما يلي :
1. أكثر العوامل التربوية تأثيرا في الهدر التربوي هي العوامل المتعلقة ببعد الاختبارات التحصيلية , تليها العوامل المتعلقة ببعد المدرس ثم عوامل الإدارة المدرسية وعوامل المبنى المدرسي وأخيراً عوامل المنهج المدرسي .
2. أكثر العوامل الاجتماعية تأثيرا في الهدر التربوي هي : وفاة أحد الأبوين , الزواج المبكر لبعض الطلاب , وانفصال الوالدين .
3. أكثر العوامل الشخصية تأثيرا في الهدر التربوي هي : تأثير الأقران , ضعف ثقة الطالب بنفسه , و تأجيل الطالب استذكار الدروس إلى نهاية العام الدراسي .
4. أكثر العوامل الاقتصادية تأثيرا في الهدر التربوي هي : تدني دخل الأسرة , خوف الطالب من عدم وجود وظيفة بعد التخرج , وزيادة المصروف الشخصي للطالب .
واخيراً الحوافز لازمة لتحفيز العوامل لتكوين منتجين فعالين،كما إن السيطرة هى قدرة هيكل الحكم على إحتواء السلوكيات الإنتهازية للتوفيق بين سلوك الوكلاء المتورطين في الصفقة.( تقليل الفاقد في التعليم العالي، كلية تيري لإدارة الأعمال- جامعة جورجيا).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الـخـاتـمـة :
إن التسرب هو إهدار تربوي هائل ويؤثر سلبياً على جميع نواحي المجتمع وبنائه، فهو يزيد من حجم الأمية والبطالة ويضعف البنية الاقتصادية الإنتاجية للمجتمع والفرد، ويزيد من الاتكالية والاعتماد على الغير في توفير الاحتياجات. ويزيد من حجم المشكلات الاجتماعية من انحراف الأحداث والجنوح كالسرقة والاعتداء على الآخرين وممتلكاتهم مما يضعف خارطة المجتمع ويفسدها. والتسرب يؤدي إلى تحول اهتمام المجتمع من البناء والأعمار والتطور والازدهار إلى الاهتمام بمراكز الإصلاح والعلاج والإرشاد، والى زيادة عدد السجون والمستشفيات ونفقاتها ونفقات العناية الصحية العلاجية. كما يؤدي تفاقم التسرب إلى استمرار الجهل والتخلف وبالتالي سيطرة العادات والتقاليد البالية التي تحد وتعيق تطور المجتمع مثل: الزواج المبكر والسيطرة الأبوية المطلقة وبالتالي حرمان المجتمع من ممارسة الديمقراطية وحرمان أفراده من حقوقهم ويتحول المجتمع إلى مجتمع مقهور ومسيطر عليه لأنه لا يمكن أن يكون المجتمع سيداً وحراً وفي نفس الوقت جاهلاً: مجتمع تسوده العنصرية والتحيز والانغلاق والتعصب ومن هذا المنطلق وجب على وزراه التربية والتعليم ومنسوبيها دراسة الظاهرة والتصدي لها من خلال البرامج الثقافية والتوعوية .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
المراجع:
• ابن منظور،محمد بن مكرم الإفريقي المصري .(2003). كتاب لسان العرب ،الجزء الخامس،دار صادر للنشر، الطبعة الأولى ،بيروت.
• أبو كليلة ،هادية محمد.(2001).دراسات في تخطيط التعليم واقتصادياته.دار الوفاء:الإسكندرية.
• الداوود،إبراهيم داوود.(2010).مشكلة الفاقد التربوي :أسبابها وطرق علاجها،بحث غير منشور،كلية المعلمين،الرياض.
• أخضر،فايزة محمد.(2006).اقتصاديات العليم للفتاة في المملكة العربية السعودية،مكتبة الملك فهد الوطنية ،الطبعة الأولى،الرياض.
• الدويك،تيسير؛وعدس،محمد.(2009).أسس الادراة المدرسية والإشراف التربوي،دار الفكر للنشر والتوزيع،الطبعة الأولى،عمّان.
• الجرياني،راجح دحان عي.(2008). عوامل الهدر التربوي في مدارس التعليم الثانوي العام بأمانة العاصمة، رسالة ماجستير غير منشورة ، صنعاء.
• شفعو،محمد عبدالعزيز وآخرون.(2000).الموسوعة الحديثة في التربية والتعليم،دار العلوم الحديثة،الطعة الرابعة،الموصل.
• عبدالوهاب،فيصل محمد.(1428). دراسة فعالية أداء المعلم من مشكلة تسرب الطلاب كما يراها مشرفو ومعلمو المرحلة الابتدائية بمنطقة الباحة التعليمية،بحث غير منشور،السودان.
• العرض التربوي - الهدر المدرسي.(2008).الجامعة الوطنية لموظفي التعليم لجنة التكوين المستمر، الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب.
• المطوع،حسين محمد.(1987).إقتصاديات التعليم،دار القلم للنشر والتوزيع،الطبعة الأولى،دبي.
• ملخص تنفيذي دراسة عن ظاهرة التسرب المدرسي. (2005).وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية،إعداد الادراة العامة للتخطيط التربوي الادراة المعلومات الدراسات بالتعاون مع مركز الصحة المدرسية والإرشاد التربوي والادراة العامة للتعليم العام .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عبير الروح- عضو ماسي
-
عدد المساهمات : 29839
نقاط : 114716
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
مواضيع مماثلة» بحث شامل حول علم الاحصاء
» بحث شامل حول الماسونية
» بحث شامل حول ازمة العقلانية
» ملف شامل لانواع المخللات
» بحث شامل حول المقاربة بالكفاءات
» بحث شامل حول الماسونية
» بحث شامل حول ازمة العقلانية
» ملف شامل لانواع المخللات
» بحث شامل حول المقاربة بالكفاءات
شهد القلوب :: شهد الأدبية :: المكتبة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى